الإمارات مركز عالمي للابتكار والاستثمار: وجهة المستقبل
اشرف كريم – صحفي عراقي
حين نتحدث عن الابتكار والاستثمار، يتبادر إلى الأذهان صورة الإمارات كدولة استطاعت أن تصنع لنفسها مكانة بين الاقتصادات العالمية في وقت قياسي. إنها ليست مجرد مركز مالي أو اقتصادي، بل هي نموذج يُلهم العالم بفضل رؤيتها الطموحة وبيئتها المحفزة للابتكار.
الإمارات ليست فقط وجهة للمستثمرين، بل هي حاضنة للمبتكرين. بفضل سياسات واضحة واستراتيجيات مدروسة، أصبحت الدولة مركزاً للاستثمار في التكنولوجيا والاقتصاد المعرفي. وفقاً لتقرير صادر عن البنك الدولي، جذبت الإمارات استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة تجاوزت 20.7 مليار دولار في عام 2022، وهو نمو يعكس الثقة العالمية المتزايدة بقدراتها الاقتصادية.
مشروع “الخمسين”، الذي أطلقته القيادة الإماراتية، يمثل خارطة طريق لتطوير الاقتصاد الوطني على مدى العقود المقبلة. المشروع يركز على تعزيز القطاعات الحيوية مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المتقدمة، مما يجعل الإمارات وجهة استثمارية تنافسية على المستوى العالمي.
مدينة مصدر في أبوظبي ليست فقط نموذجاً للمدن المستدامة، بل أيضاً مركزاً للابتكار. تستضيف المدينة عدداً كبيراً من الشركات الناشئة والمختبرات البحثية، التي تعمل على تطوير حلول لمشكلات الطاقة والبيئة. هذا التركيز على الابتكار يجعل الإمارات تتصدر قوائم الدول الأكثر استعداداً لمستقبل رقمي ومستدام.
دبي، المدينة التي تحولت من مركز تجاري إقليمي إلى عاصمة عالمية للابتكار، تُعد اليوم موطناً لعدد كبير من المشاريع الابتكارية. منطقة 2071، التي أُنشئت ضمن مبادرات حكومة دبي، تجمع العقول المبدعة من مختلف أنحاء العالم للعمل على مشاريع تعيد تعريف المستقبل. كما أطلقت دبي “استراتيجية الاقتصاد الرقمي”، التي تهدف إلى رفع مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 20% بحلول 2031.
وفي مجال الاستثمار، تُعد الإمارات بيئة مثالية بفضل السياسات الحكومية التي تشجع رواد الأعمال. قوانين الملكية الكاملة للأجانب، والإعفاءات الضريبية، والتسهيلات التي تقدمها المناطق الحرة، جعلت الإمارات موطناً لأكثر من 200 جنسية تعمل وتستثمر بحرية.
الإمارات لا تتوقف عند توفير البنية التحتية فقط، بل تهتم ببناء العقول أيضاً. برنامج “نوابغ الفضاء العرب”، الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يهدف إلى تمكين الشباب العربي في مجال علوم الفضاء. هذه المبادرة ليست مجرد استثمار في المعرفة، بل هي رسالة بأن الإمارات تؤمن بالعقول العربية كمحرك رئيسي للابتكار.
المعرض العالمي “إكسبو 2020 دبي” قدم للعالم لمحة عن المستقبل الذي تطمح إليه الإمارات. المعرض، الذي استضاف أكثر من 190 دولة، كان منصة لعرض أحدث التقنيات وأفكار الابتكار من مختلف أنحاء العالم. لم يكن هذا الحدث مجرد تظاهرة اقتصادية، بل رسالة للعالم بأن الإمارات ليست فقط متلقياً للابتكار، بل هي مصنع للأفكار الكبرى.
ختاماً، الإمارات ليست مجرد دولة تقدم تسهيلات للمستثمرين، بل هي شريك حقيقي لكل من يسعى للإبداع والابتكار. بفضل رؤيتها الطموحة وقيادتها الحكيمة، تستمر الإمارات في إعادة تعريف معنى الاستثمار، لتصبح بالفعل وجهة المستقبل.