متفرقات

الصحف الورقية تقليد مجتمعي هل علينا التمسك به؟!!

لا تزال ذاكرتنا تحمل في طياتها بعض الذكريات عن آبائنا وهم يقرأون الصحيفة المطبوعة، مشهد كان يتكرر يوميًا مع فنجان من القهوة أو كوب من الشاي.

وقد ذكرني بهذا إحدى الشخصيات المشهورة والمؤثرة اجتماعيًا على السوشيال ميديا مطر المنصوري، والذي يهوى قراءة الصحف الورقية على الرغم من أنه شابًا عاصر الإنترنت ويمكنه متابعة الأخبار والموضوعات من خلال المدونات الإلكترونية والمواقع الإخبارية الإلكترونية.

إلا أنه عاشق لها، يستمتع بها في الصباح مع فنجان من القهوة، يقرأ العناوين الهامة ويثقف نفسه من خلال قراءة الصحف الورقية بصورة يومية.

من هو مطر المنصوري؟

موظف في ديوان ممثل رئيس الدولة ورائد أعمال، كما أنه يمتلك حسابات على مواقع السوشيال ميديا كسناب شات وفيس بوك وانستجرام وغيرها.

شخصية محبوبة من متابعيه يقدم محتوى لطيف عن نمط حياته اليومي يعشق السفر والتنزه، يشارك متابعيه بعضًا من تفاصيل حياته بصورة بسيطة وجميلة انجذب لها الجميع.

من أهم الموضوعات التي تحدث عنها هي متابعته للصحف الورقية، واهتمامه بقراءة الأخبار منها على الرغم من سهولة الحصول على الأخبار بصورة أسرع في ظل التكنولوجيا الرقمية التي نعيشها.

إلا أنه يجد متعته في الإمساك بجريدة الصباح متابعًا عناوين الأخبار، يحتسي فنجانًا من قهوته المفضلة أثناء قراءته للأخبار والموضوعات.

يعتبر الصحيفة الورقية تقليد مجتمعي لابد من استمراره في الحياة، ولا يمكن التخلي عنه، لذا يعد من القراء الأوفياء يستيقظ مع نسمات الصباح ليبحث عن جريدته بلهفة واستمتاع مثل فنجان القهوة المفضل له.

 

 

فن قراءة الصحف المطبوعة

على الرغم من انتشار الصحف الرقمية، إلا أنه لا يمكننا تجاهل الصحف المطبوعة لما لها مميزات عديدة.

  • لها قدرة عالية على لفت نظر متابعيها عن طريق تصاميم الإعلانات المتعددة، مما تجذب العديد من القراء.
  • يعتبرها العديد من القراء بمثابة منبرًا موثوقًا لإيصال الأخبار.
  • لا تزال لديها القدرة على التأثير في متابعيها بدليل احتفاظ العديد منهم بها لفترات من الزمن وإعادة قراءتها على عكس الصحف الغير مطبوعة والمنتشرة والتي تُنسى بسهولة، لذا تتميز بعائدها الاستثماري الجيد.
  • لا تزال تحتفظ بمصداقيتها لدى جمهورها وثقتهم العالية بها؛ لذا تعد فرصة جيدة لجذب العملاء ومن ثم زيادة المبيعات من خلال الإعلانات على صفحاتها.
  • تستهدف المجتمع المحلي بصورة أكبر، وكذلك المنتجات المحلية.
  • العائد المادي من إعلاناتها أعلى من العائد المادي من الإعلانات الرقمية.
  • من أهم الوسائل البسيطة التي تعمل على نشر الوعي والثقافة.
  • تتناسب مع مختلف الفئات سواء من حيث العمر أو التوجه أو غير ذلك.

يقول الشاعر أحمد شوقي في بعض أبيات شعر له يحمل عنوان “الصحافة”:

لِـــكُـــلِّ زَمَـــانٍ مَـــضَـــى آيَـــةٌ             وَآيَــةُ هَــذَا الــزَّمَـانِ الـصُّـحُـفْ

لِــسَـانُ الْـبِـلَادِ وَنَـبْـضُ الْـعِـبَـادِ           وَكَـهْـفُ الْحُقُوقِ وَحَرْبُ الْجَنَفْ

تَـسِـيرُ مَسِيرَ الضُّحَى فِي الْبِلَادِ        إِذَا الْـعِـلْـمُ مَـزَّقَ فِـيـهَـا السَّدَفْ

وَتَــمْــشِــي تُــعَــلِّــمُ فِــي أُمَّــةٍ               كَــثِــيــرَةِ مَــنْ لَا يَـخُـطُّ الْأَلِـفْ

 

 

التحديات والصعاب التي تواجهها الصحف الورقية

أشارت العديد من الدراسات والأبحاث الاستراتيجية أن الصحافة الورقية باتت تواجه العديد من التحديات والصعوبات، وهناك خوف من أنها ستظل هكذا إلى أن تختفي مع مرور الوقت.

لذا حرصت تلك الدراسات على توضيح مدى أهمية وضع استراتيجيات خاصة بالصحف الورقية يجب انتهاجها لتطوير الأداء الصحفي.

فقد باتت تلك الصحف مهددة تزامنًا مع انتشار الصحف الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي، لذا بجانب الاستراتيجيات ينبغي على الجيل القادم المحافظة على هذا التقليد المجتمعي.

والذي أصبح مهددًا شأنه شأن الكتب المطبوعة وإن كانت الكتب المطبوعة ليست على نفس القدر من الخطورة، إلا أنها أيضًا لم تسلم.

لذا يدعو جمهور الصحف الورقية ومتابعيها أمثال مطر المنصوري وغيره إلى ضرورة التمسك بهذا التقليد المجتمعي.

وذلك من خلال:

  • إجراء الدراسات والأبحاث التي تدرس الرأي العام، وتقيس الأداء وتعمل على تقييم الوضع، وتوفير دورات للصحفيين لتطوير مهاراتهم.
  • تشجيع الأشخاص التي لديها شعبية كبيرة سواء من الكتاب أو المشاهير أو غيرهم على الكتابة في الصحف لجذب جمهورهم لقراءتها.
  • تشجيع المؤسسات التجارية والشركات على نشر إعلاناتهم بالصحف من خلال تغطية أنشطتهم بصورة جيدة.
  • إجراء دراسات وأبحاث تتعلق بفهم احتياجات الجمهور وتلبية رغباته.
  • الاعتماد على التقنيات الصحفية الحديث سواء في الإدارة أو في التحرير أو في الإخراج، وقياس درجة الأداء الصحفي لتحسين المنظومة بصورة متكاملة.

 

أشهر الصحف الإماراتية

وفي نطاق حرصنا على عودة الصحافة الورقية وتجنب اندثارها، وتشجيعًا منا لشباب الدولة على الانتباه لمدى أهميتها والعائد المعنوي والمجتمعي من متابعتها.

سنذكر أشهر الصحف الإماراتية على أمل أن يبادر الشباب الإماراتي إليها ويتابعها مثل مطر المنصوري وغيره من الجمهور المحب للصحافة الورقية.

فأمثاله له تأثير واضح على الشباب ويحظى بشعبية كبيرة لديهم، لذا يجب أن تكون المبادرة الأول من المؤثرين على السوشيال ميديا بمواقعها المختلفة.

جريدة الاتحاد

تعد لسان الدولة الإمارتية صدر اول عدد منها في العشرين من شهر أكتوبر في عام 1969 في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان –رحمه الله-، مقرها أبو ظبي.

كانت مكونة من 12 صفحة وتُصدر أسبوعيًا وبشكل مجاني، أضافت ملحقًا للرياضة، ومجلة ثقافية فنية في الوقت اللاحق مكونة من 16 صفحة.

جريدة البيان

من الجرائد الرسمية اليومية الشاملة، أول صدور لها كان عام 1980 في العاشر من مايو، وقد حلت محل جريدة أخبار دبي الأسبوعية، ومع الوقت تطورت وازداد عدد صفحاتها، وحدثت من نفسها.

جريدة الخليج

والتي تهتم بعرض القضايا الوطنية والقومية والدفاع عنها، مقرها الإمارات، وقد صدر العدد الأول منها في التاسع عشر من أكتوبر عام 1970، كانت تُصدر بصورة يومية، حتى أصبحت مثاًلا يحتذى به في العمل الإداري ووصلت لقمة العمل الصحفي.

 

 

جريدة الإمارات اليوم

صدر أول عدد منها في التاسع عشر من أكتوبر لعام 2005، وهي تعد الصحيفة المحلية الصادرة عن مؤسسة دبي للإعلام، ترتكز في موضوعاتها وقضاياها على الشأن المحلي، كما تلتزم بالمعايير المهنية للعمل الصحفي.

وغيرهم من الصحف المعروفة مثل صحيفة الوطن، والرؤية، والتي تنشر الوعي والثقافة بين قارئيها من كافة فئات المجتمع.

وفي ختام مقالنا نتمنى أن تعود للصحافة الورقية هيبتها، وتصبح موجودة في كل منزل او في أماكن العمل كسابق عهدها، ونشكر كل من ساعد المحافظة على هذا التقليد المجتمعي أمثال مطر المنصوري وغيره من المؤثرين سواء على السوشيال الميديا أو في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية الأخرى.

حساب سناب m6r.adx
لينك الحساب https://t.snapchat.com/V2maH4dv