مهرجان “لتحيا شجرة الزيتون”…يؤكد أهمية المقاومة الناعمة ويعزز وعي الأطفال بالقضية العربيه
نظمته "لابا" للسنة الثانية تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وقضيته المحقة
التزامًا بموقفها الأخلاقي والإنساني والقومي الداعم للقضية الفلسطينية، أحيت أكاديمية لوياك للفنون – “لابا”، فعاليات مهرجان “لتحيا شجرة الزيتون”، الذي أطلقته العام الماضي في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، ما يساهم في رفع الوعي بالقضية الفلسطينية وزيادة مناصريها حول العالم.
يهدف المهرجان في سنته الثانية إلى دعم المنظمات والمجتمع المدني في غزة وتسليط الضوء على القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية كل إنسان حر. وبالتالي، التركيز على أهمية المقاومة الناعمة للثقافة والفنون، والمقاومة الخضراء والتى تعد من أهم أنواع المقاومة الفلسطينية تأثيرًا، كونها أكثر ما يرعب الكيان الصهيوني ويهز صورته أمام الرأي العام العالمي.
مهرجان “لتحيا شجرة الزيتون” الذي استضافه متحف الكويت الوطني، بحضور سفير مملكة إسبانيا مانويل إرنانديث غمايووشخصيات بارزة ومجموعة من أبناء الجالية الفلسطينية في الكويت. استهل المهرجان بترحيب من مقدمة الحفل “ميا مهدي” حيث قالت: “لأن القضية الفلسطينية قضيتنا طوال العام، ارتأينا الاحتفاء باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني كل سنة. وبفضل دعمكم العام الماضي، بالتعاون مع منظمة العربية لحماية الطبيعة، تمكّنا من زراعة 4,285 شجرة زيتون في سبع قرى فلسطينية ضمن محافظات غزة والقدس وجنين وبيت لحم ونابلس والخليل. ونطمح هذه السنة أن نساهم بتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية الرئيسية للشعب الغزاوي الصامد، من أجل تخفيف وطأة الحصار والإبادة والتجويع التي يمارسها العدو الإسرائيلي، تعزيز برامج الدعم النفسي والاجتماعي للطفل في غزة ، وقد تم تكريم السفير الإسباني فى بداية الحفل.
شمل المهرجان معرض شجر الزيتون بعنوان “لكل شجرة حكاية”، لتسليط الضوء على معاناة مخيمات اللجوء في قطاع غزة عن طريق عرض عدد من أشجار الزيتون التي تحمل أسماء المناطق وتروي حكاياتها أطفال ، وقد ساهمت مدرسة دسمان ثنائية اللغه برواية تلك الحكايات إذ كان يقف أمام كل شجرة طفل أوطفلة يحكي حكايتها ،وتمثل الشجرات بحجمها مدى المجازر والدمار الذي تعرضت له هذه المناطق ، بدءًا من جباليا وبيت لاهيا، مرورًا بالنصيرات ودير البلح، وصولًا إلى خان يونس ورفح وحي الزيتون. هذا، وتخلل المهرجان معرض فن تشكيلي بعنوان “بحضور حنظلة”، تحت إشراف رئيسة قسم الفنون التشكيلية زينة دبوس، وتضمن لوحات لأطفال أكاديمية “لابا” للفنون وفنانيين كبار ، بهدف إشراك الفنانين من خلفيات متعددة وفئات عمرية متفاوتة بالتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وتجسيد رموز القضية الفلسطينية مثل البطيخ وحنظلة، بالإضافة إلى مجموعة لوحات تم إعدادها ضمن قافلة الفن في غزة ولوحات لرسام الكاريكاتير الفلسطيني الفنان هشام شمالي والفنان إبراهيم العطيه الذي قدم لوحة للسينوار بإسم حتى الرمق الأخير ولوحة أخري بعنوان نداء إلى العالم تجسد شخصية أبو عبيد و لوحة للفنان عمر شاهين ووليم أندرسون إضافة الى لوحات أخري متنوعه وجدارية ضخمه نفذها الأطفال بمساعدة الفنانة زينه دبوس . وأوضحت زينة دبوس أن “الفنون التشكيلية التي نفذها أطفال مخيم “لابا” الصيفي جسدت رمزية القضية الفلسطينية من خلال حنظلة وشجر الزيتون والليمون والصبار والعلم الفلسطيني. وقد لاقت جميع الأعمال الفنية المتنوعة استحسان الجمهور.
وتضمنت الأمسية لوحة تعبير إبداعي حركي بعنوان “حيث تموت الكلمات” من تصميم رئيسة فرقة “لابا” للفنون الاستعراضية الدكتورة تينا زابوفيتش وأداء فرقة “لابا”، بهدف تسليط الضوء على جرائم إستهداف الصحفيين والمراسلين في غزة، الذين كانوا يخاطرون بحياتهم لنقل الحقيقه وكيف يتعامل الإعلام الغربي مع الحقائق. كما توجت احتفالية الزيتون بغناء كورال أكاديمية “لابا” من الأطفال الذين ارتدوا الكوفية الفلسطينية وأنشدوا ثلاث أغان؛ “سلامٌ لغزة”، “يا يمّا في دقة على بابنا” و”إني اخترتك يا وطني”، وذلك تحت إشراف رئيس قسم الموسيقى في “لابا” هشام الحلاق والمايسترو يوسف بارا. هذا، وساهمت الشيف الشهيره سوسن دعنا بدعم الأمسية بمائدة ممتدة تحتوي أشهى المأكولات من المطبخ الفلسطيني .
وفي بداية الحفل، كرّمت السيدة فارعة السقاف، رئيسة مجلس الإدارة والعضوة المنتدبة لمؤسسة “لوياك” وأكاديمية “لابا”، سفير مملكة إسبانيا في الكويت، السيد مانويل إرنانديث غمايو، تقديرًا لموقف إسبانيا الشجاع والاستثنائي لجهة دعم القضية الفلسطينية والتضامن مع شعبها.
يُذكر أن أكاديمية “لابا” رفعت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، شعار “لتحيا شجرة الزيتون” وتبنّته في كل فعالياتها وبرامجها، بدءًا من مخيمات “لابا” للأطفال، التي خصصت حصصًا أسبوعية لفلسطين حول البيئة والمطبخ والتراث والحكاية والموسيقى الفلسطينية، وصولًا إلى مبادرة مشروع “قافلة الفن غزة” بالتعاون مع الفنان هشام شمالي، للتركيز على الجوانب التعليمية والفنية والترفيهية لأطفال غزة، ودعم المبادرات الفردية المعنية بالأطفال منذ سبتمبر 2024، بهدف تخفيف وطأة الحرب بعد أن كشفت الإحصاءات الأخيرة أن عدد الأيتام وصل إلى 17 ألف طفل يتيم خلال عام واحد فقط. وكان شعار “لتحيا شجرة الزيتون” حاضرًا كذلك في المسابقة البيئية “إيكو- كويست”، التي تنظها “لابا” بشكل دوري، حيث ركزت نسختها الحديثة على أهمية المقاومة الخضراء من خلال تمحور أسئلة المسابقة وفعالياتها حول القضية الفلسطينية.
كما تتعاون لوياك مع العربية لحماية الطبيعة فى المشاريع الزراعية المقامة فى الأراضي المحتلة وستتركزهذا العام فى غزة وتتجه نحو إنشاء ودعم المحميات الزراعية لإنتاج الخضروات بهدف التصدي لحرب الإبادة بالتجويع التي يمارسها العدو الصهيوني .
وتتمثل رؤية “لابا” في تطوير مواهب الشباب وتمكينهم في مجالات الفنون المختلفة، حيث استضافت أكثر من 7 آلاف مستفيد العام الماضي ضمن أقسامها الخمسة: المسرح، الفنون الاستعراضية، الفنون التشكيلية، الموسيقى والإعلام، ما يعكس تأثيرها الإيجابي على المجتمع. وهي تسعى لنشر الوعي بين الشباب وتحرص على انخراطهم كقادة فاعلين في مجتمعاتهم، لذلك تتبنى دعم القضايا الإنسانية المحلية والعالمية. وتقيم “لابا” منذ أكثر من ثلاث سنوات المهرجان الفلسطيني السنوي “مهرجان العودة” لتسليط الضوء على عمق القضية ودعم صمود الفنانين الفلسطينيين في الداخل.