متفرقات

انطوان ازعور في حديث خاص ل Spot Arabia

على اللبنانيين انتاج رئيس يستعيد ثقة الداخل والخارج

بين الامارات ولبنان تاريخ طويل من التعاون، لطالما ترجمته الامارات قيادة وشعباً بدعم لبنان لاسيما خلال الازمات وآخرها الحرب الاسرائيلية حين هبّت الامارات لتقديم الدعم الانساني والاجتماعي عبر “حملة الامارات معك يا لبنان”، وقد جندت خلالها طاقات الاماراتيين، بتوجيهات من القيادة، فبدت مختلف مدنها خلية نحل لبنانية اماراتية.

هذا النهج الثابت لدولة الإمارات، قيادة وشعبا لم يلق الا كل تقدير من اللبنانيين المقيمين والمنتشرين. فعلى ارض هذه الدولة الزاخرة بالطاقات حاضنة الاستثمارات اكثر من 470 الفاً من الجالية اللبنانية لغالبيتهم حكاية نجاح وتفوق، من بين هؤلاء مهندس عرف كيف يهندس التحديات، ويخط الانجازات بعيدا عن الاضواء، هو رئيس مجلس احدى اهم الشركات للهندسة والتعهدات منذ تأسيسها سنة 1995 في لبنان وفي اكثر من 11 دولة أوروبية وخليجية، كما انه المنسق العام للمؤسسات المارونية التابعة للبطريركية المارونية، هو المهندس انطوان ازعور الذي التقته

Spot arabia

 

في دبي حيث عادت  الاعلامية جويل بويونس بهذا الحديث الشامل.

استهل اللقاء مع ازعور من الحملة التي أطلقتها الامارات دعماً للبنان، وقد شدد ازعور على الدور السبّاق الذي تلعبه الامارات دوماً على صعيد المبادرات الانسانية ترجمة للسياسة الحكيمة بقيادة الشيخ محمد بن راشد والشيخ محمد بن زايد. ويقول ازعور:” انها الامارات بلد الالتزام الإنساني المتطلعة دوما الى دعم الفرد اولا من خلال التعليم والصحة والغذاء.

وحول امكان عودة الخليج وضمنه الامارات الى لبنان من باب المساعدة على اعادة الاعمار، قال ازعور: هناك” حسرة “من الامارات لعدم قدرة لبنان على النهوض. ان الفرصة متاحة للبنانيين لكي يستعيدوا دورهم الطبيعي في اعمار بلدهم وفق خطة علمية يحصّنها انتظام المؤسسات الدستورية،  والمدخل الطبيعي لانتظام المؤسسات الدستورية هو انتخاب رئيس للجمهورية، يتبعه تشكيل حكومة، فوضع الحلول اللازمة للمعضلات القائمة.

وتابع: انّ خطة الاعمار المنشودة محطة تحوّل في تاريخ لبنان تحقيقاً لمشروع قيام الدولة، ومدخلاً لدورها في التنمية الاجتماعية المستدامة وفي تنشيط الحركة الاقتصادية بادارة عصرية علمية شفافة. ان خطة التحولات الجذرية هي مسؤولية الدولة اللبنانية، وتتطلب آليات عصرية متقدمة لتطبيقها، وتأسيس هيئة وطنية تشاركية تحققها على مراحل على أيدي ذوي الكفاءات العلمية والخبرات العملية. وهذه يجب ان يتوفر لها دعم الاجماع الوطني من كل المرجعيات الروحية والقوى السياسية. كما تتطلب خطة تواصل تقوم على:

– تعزيز الثقة الخارجية بلبنان.

– تحريك اهتمام الدول والجهات المانحة.

– تحريك الانتشار اللبناني وتفعيل دوره على مستويين :

  1. مشاركته في اعادة الاعمار.
  2. تحريك الاهتمام الرسمي والاهلي في بلدان الانتشار بملف إعادة الاعمار في لبنان.

– عقد مؤتمر وطني بمشاركة رؤساء الطوائف ورؤساء الكتل السياسية وممثلي الجهات الدولية وخبراء مختصين لتبنّي الخطة واطلاقها، تأسيساً لتمويلها.

وأشار أزعور الى ان هذا التوجّه هو خلاصة عمل مجموعة من المؤسسات المعنية التي نقوم بمهام التنسيق بينها،  وخلاصة عمل لجنة متابعة توصيات القمة الروحية، وتعلّق عليه الآمال لاعادة الاعمار وحل الازمة الاقتصادية القائمة منذ عدة سنوات.

ومما لا شك فيه ان الخليج سيكون اول المبادرين للوقوف الى جانب لبنان متى وضعت هذه الخطة موضع التنفيذ من خلال المؤسسات الدستورية المنتظمة برئاسة رئيس للجمهورية صاحب رؤية انقاذية إصلاحية علمية.

ولكن هل من رئيس قادر على تحقيق ذلك ووضع البلد على السكة الصحيحة نسأل ازعور فيرد بالقول:” اكيد هناك رئيس قادر متى تمتع بالكفاءة العلمية وبالخبرة المشهودة وبالشفافية وبالتجرد، وبالادراك التام انه هو للبنان، لا لبنان له. وتابع:” هناك ورشة كبيرة أمام الرئيس الجديد المقبل ومعه الادارة الجديدة لبلورة خطة نهوض متكاملة على قاعدة استعادة ثقة الداخل يستطيع تسويقها في الخارج على قاعدة استعادة الثقة الدولية. ويضيف: هذه الخطة تحت مظلة الانتظام الدستوري هي فرصة حقيقية امام اللبنانيين ليؤكدوا وحدتهم في الإنقاذ والإصلاح، التي تبقى سلاحهم الأقوى في مواجهة كل التحديات، والتي تؤسس عملياً لاستعادة دور لبنان ورسالته الحضارية على المستويين الإقليمي والدولي.

ورداً على سؤال عما اذا كنا قادرين على تحقيق هذا التغيير، يعيدك ازعور الى ما قاله الشيخ محمد بن راشد من ان ما يجب ان يقوم به السياسي هو تسهيل عمل الاقتصادي كي يعمل بالاقتصاد، وتسهيل عمل الاعلامي ليشتغل اعلام وكذلك بالنسبة للامني اذ لا يجوز ان يعمل السياسي بالاقتصاد والاعلام والامن. ويضيف :”اذا تكاتف اللبنانيون لبناء دولة واعطاء فرصة لادارة علمية شفافة تعالج الازمة فالاكيد انه يمكننا بناء لبنان الجديد الذي نطمح له.

وتابع ازعور بان الضرر الاكبر على لبنان تمثل بالتخلف عن السداد، والذي شكل سابقة بتاريخ البلد ساهمت بانهيار ثقة اللبنانيين ببلدهم وثقة الخارج باللبنانيين ، فاللبناني اعتاد ان يسدد كل ما عليه من ديون ومعروف عنه اخلاقه الرفيعة وعمله “بعرق جبينو”.

وعن شروط النقد الدولي الصعبة والقاسية يرد ازعور بالقول :” لا شيء صعب، فمتى تواجدت الادارة والقرار يمكن ان نصنع الكثير، فليس هناك من شروط تفرض على احد، ولبنان لديه طاقات فكرية ومادية اقتصادية كبيرة وقطاعه الخاص قوي ويتمتع بثقة المجتمع الدولي والمطلوب ادارة حكيمة لتنفذ هذه المشاريع الاصلاحية.

وتابع ازعور بان التحدي اليوم هو بتنازل السياسيين واعطاء فرصة لانتاج رئيس جدي يحوز على ثقة اللبنانيين والمجتمع الدولي، ويشرف على تنفيذ خطة اصلاحية واضحة.

متفائلون بانتخاب رئيس ينفذ الاصلاح المطلوب على ابواب جلسة 9 كانون؟ نسأل ازعور فيرد بان كل المؤشرات، رعم الازمات، التي مر بها لبنان تبقى دون حجم التحديات القائمة والمطلوب اختيار الرئيس المناسب للمرحلة المقبلة ، الذي يستطيع ان يبني لبنان بعيداً عن المحاصصات السياسية التي تعنى تحكم السياسيين بهذا الرئيس وشل ادارته.

رئيس كجهاد ازعور؟ نسال فيرد باختصار قائلا: جهاد من بين افضل المرشحين باعتبار ان لديه خبرة اقتصادية للتعاطي مع المرحلة المقبلة وهو يدرك ما هي قدرة الدولة اللبنانية بهذا المجال”. ان اختصاصه العلمي وخبراته في معالجة أزمات مماثلة في عدة بلدان، ومعرفته قدرات لبنان، بقطاعيه الرسمي والأهلي، تجعله من بين أفضل المرشحين.

وفي اطار الحديث عن القطاع السياحي، القطاع الوحيد الذي رفد الدولة بالمليارات في عز الازمات ، اثنى ازعور على اداء وزير السياحة المهندس وليد نصار واصفا اياه بانه من الوزراء المميزين الذين، رغم الامكانات المتواضعة، تمكن من تحقيق انجازات كثيرة والاهم انه نجح بكسب ثقة الداخل والخارج  ولاسيما هنا على ارض الامارات او في السعودية نظرا لعلاقاته الجيدة وادائه المميز ونجاحه بالابقاء على افضل التواصل مع هذه الدول. ونصار مثال على ان الاشخاص المناسبين باستطاعتهم ان “يعلملوا فرق” يقول ازعور.

لا يمكن للحديث مع الداعم الاول للمؤسسات المارونية ، ان يمر دون السؤال عن هذا المسار الطويل والعلاقة الخاصة التي تربط ازعور بالبطريركية المارونية ،هنا يشير ازعور الى اهمية العمل الاجتماعي ضمن المؤسسات باعتباره من افضل الوسائل لتنمية المجتمع عبر خلق فرص عمل. ويضيف: اساس قوتنا هي قدرة الفرد اللبناني الذي يتمتع بالقيم والأخلاق، والتي يجب تعزيزها على مستوى الافراد والجماعة من خلال خطة متكاملة تضطلع بها الكنيسة وسائر المرجعيات الدينية والمؤسسات الحكومية المعنية والهيئات الاهلية، بخاصة المنتديات الثقافية التي تضم نخباً عابرة للطوائف وللانقسامات السياسية الضيقة، هذه كلها تشكل أساساً متيناً لانتظام حياتنا الاجتماعية والاقتصادية ولتطور نظامنا السياسي.

وتطرق ازعور الى عمله مع البطريرك الراحل صفير كما مع البطريرك الكاردينال الراعي وختم قائلا: اقدر عاليا البطريرك صفير، الذي كانت لي معه بدايات العمل الراعوي الاجتماعي التنموي. وتابعت مع البطريرك الراعي، الذي تجمعني به علاقة احترام وتقدير كبير منذ ما قبل انتخابه بطريركاً، ويجب ان نسجّل للبطريك الراعي انه كان اول البطاركة الذين أنشأوا الدوائر والمكاتب البطريركية لتتولى مقاربة مختلف قطاعات حياتنا الشباب، المرأة، العائلة، الممتلكات الثقافية، الانتشار وسواها من الهيكليات التي شرّعت الأبواب لمشاركة العلمانيين في عمل المؤسسات الكنسية تقريراً وتنفيذاً.

ان هذا التحوّل، الذي أطلقه البطريرك الراعي، هو الموضوع المحوري في مفهوم السينودوسية (أي السير والعمل معاً) الذي أطلقه البابا فرنسيس، وكان له اجتماع خاص برئاسته في روما منذ حوالي شهرين، واتخذ توصيات تمثل تحولات في هذا المجال .