الفجيرة تتألق على خشبة العالم: الدورة الحادية عشرة لمهرجان المونودراما تسجل أرقاماً غير مسبوقة وتفاعل جماهيري استثنائي

الفجيرة تتألق على خشبة العالم: الدورة الحادية عشرة لمهرجان المونودراما تسجل أرقاماً غير مسبوقة وتفاعل جماهيري استثنائي
سجّل مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما في دورته الحادية عشرة حضوراً ثقافياً وفنياً لافتاً، رسّخ مكانته كأحد أعرق المهرجانات المسرحية المتخصصة بفن الممثل الواحد في العالم، حيث أقيم خلال الفترة من 10 إلى 18 أبريل 2025، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، ومتابعة مباشرة من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وبتنظيم من هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام.
وجاءت النسخة الحادية عشرة لتؤكد على الريادة والتميّز، محققةً أرقاماً قياسية، إذ بلغ عدد التفاعلات عبر شبكات التواصل الاجتماعي ما يقارب 1.5 مليون تفاعل، فيما تجاوز عدد الحضور اليومي حاجز 3000 شخص تابعوا العروض والندوات والأنشطة المرافقة، بالإضافة إلى 24 ألف زيارة للموقع الإلكتروني الرسمي للمهرجان.
أكبر مشاركة دولية في تاريخ المهرجان
شهدت الدورة الحالية مشاركة 434 ضيفاً من نخبة المسرحيين والأكاديميين ونجوم الشاشة والمثقفين من 40 دولة، إلى جانب 112 إعلامياً من مختلف أنحاء العالم، و400 متطوع من إمارة الفجيرة ساهموا في إدارة الفعاليات، ضمن أكبر عملية تطوعية تشهدها الإمارة.
وفي سابقة هي الأولى، استقبلت إدارة المهرجان 692 نصاً مسرحياً من 27 دولة، تأهل منها 112 عرضاً للمنافسة على جوائز المهرجان، ليتم اختيار 15 عرضاً رئيسياً و6 عروض قصيرة قدّمت في فضاءات مفتوحة بالقرية التراثية، بالإضافة إلى 15 عرضاً مدرسياً من 13 مدرسة في الفجيرة، ضمن فعاليات مونودراما المسرح المدرسي، التي شهدت إقبالاً تجاوز 15 ألف متابع.
ورش وندوات.. وتفاعل معرفي كبير
وتنوعت الفعاليات المصاحبة بين 20 ورشة عمل تخصصية شارك فيها خبراء عالميون وطلبة وجمهور عام، و9 ندوات فكرية ناقشت أبرز تحديات المسرح وفن المونودراما، بالإضافة إلى جلسات توقيع 6 إصدارات مسرحية جديدة، منها كتاب “الإبداع الفردي” للكاتب لويس كاترون و”المونودراما العربية المعاصرة”، والرواية الجديدة “ابن سارة” للكاتب محمد الضنحاني.
كما شهدت الدورة إطلاق كتاب توثيقي شامل بعنوان “مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما: تاريخ وإنجاز”، يرصد مسيرة المهرجان منذ انطلاقه، ويكرّس ذاكرته الفنية.
جوائز مالية واعتراف عالمي بالإبداع العربي
وفي خطوة غير مسبوقة، اعتمدت اللجنة المنظمة جوائز مالية للأعمال الفائزة، حيث تم توزيع 31 جائزة شملت النصوص المسرحية والعروض المشاركة ومونودراما المسرح المدرسي.
وفاز بجائزة أفضل نص مونودرامي الكاتب العراقي هوشنك وزيري عن نص “السماء ليست لك”، بينما حلّ الكاتب السوري مهند العاقوص ثانياً عن نص “3.0”، وتقاسم المركز الثالث كل من الكاتب الجزائري محمد عبدول عن “ميسي فوق الخشبة”، والسورية ميسون عبدالعزيز عن نص “على شفاه الريح”.
أما جائزة أفضل عرض متكامل فذهبت لعرض “قطار ميديا” من إسبانيا، وحصل عرض “عمق ضحل” من ألمانيا على المركز الثاني، و”مستطيل” من إيران على المركز الثالث. فيما نال الفنان التونسي أسامة كوشكار جائزة أفضل ممثل مونودراما.
تنظيم محكم وروح الفريق
أشرفت 20 لجنة متخصصة على مختلف محاور التنظيم والتحكيم، بينما ضمّ الفريق الفني للمهرجان 5 فرق عمل متخصصة في الإضاءة وهندسة الصوت والديكور، عملت على مدار الساعة خلال 77 يوم عمل فعلي و370 يوماً من التحضير، لضمان سير العروض في المسارح والفضاءات المفتوحة ومواقع عروض المدارس.
وتمت تغطية فعاليات المهرجان عبر 12 محطة تلفزيونية محلية وعربية، منها أبوظبي، دبي، الفجيرة، الظفرة، الكويتية، النيل الثقافية، وMBC، ما عزز من الأثر الإعلامي للحدث على الساحتين العربية والدولية.
الفجيرة… بوابة المونودراما إلى العالم
بهذا الحضور اللافت، والنجاحات التنظيمية والفنية، يثبت مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما أنه منصة عالمية لفن الممثل الواحد، وجسر ثقافي فني ينطلق من الإمارات إلى فضاءات العالم، ناقلاً رسالة المسرح الإنساني، ومكرّساً دور الفجيرة كمركز إبداعي عالمي للفن الراقي.