متفرقات

الأسرار العشر لإدارة المشاعر الزوجية

بقلم الاخصائية النفسية والزوجية / سحر حايك

تعد المشاعر الزوجية ركيزة أساسية في استقرار الأسرة، فهي التي تصنع التفاهم وتساعد على تجاوز الخلافات. والإسلام وضع أسسًا واضحة لإدارة هذه المشاعر بحكمة، من خلال التوجيهات القرآنية والسنة النبوية، كما أن الحكماء عبر التاريخ قدموا رؤى نافعة في هذا المجال.

 

  1. فالمودة والرحمة أساس العلاقة الزوجية

 

قال الله تعالى:

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الروم: 21).

 

هذه الآية تؤكد أن العلاقة الزوجية يجب أن تقوم على المودة والرحمة، وليس فقط على الاحتياجات المادية، او الجسدية فقط؛ فالمودة تعني الحب القائم على الألفة، والرحمة تشمل التسامح والعطاء اللامشروط في المشاعر.

 

  1. العدل في التعامل العاطفي

 

قال الله تعالى:

﴿وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾ (البقرة: 237).

 

الآية تحث الزوجين على تذكر الفضل المتبادل وعدم التركيز فقط على السلبيات، لأن تذكر اللحظات الجميلة يعزز العلاقة الزوجية ويمنعها من الانهيار عند الأزمات.

 

  1. ضبط الغضب وكظم الغيظ

 

قال الله تعالى:

﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ (آل عمران: 134).

 

الحياة الزوجية لا تخلو من الخلافات، ولكن القدرة على ضبط الغضب والتسامح عند الخطأ يجعل العلاقة أكثر استقرارًا. فالتحكم في المشاعر الغاضبة يمنع تفاقم المشكلات.

 

٤. التعبير عن الحب والمشاعر الإيجابية

 

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال:

“إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ” (رواه البخاري في الأدب المفرد).

 

وقد كان النبي ﷺ يُظهر محبته لزوجاته قولًا وفعلًا، حيث قال عن خديجة رضي الله عنها: “إني قد رزقت حبها” (رواه مسلم).

 

إظهار الحب بالكلمات والأفعال يعزز العلاقة الزوجية ويجعلها أكثر استقرارًا، وهذا نهج نبوي يجب اتباعه.

 

٥. التسامح والتغافل عن الأخطاء

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ) رواه البخاري ومسلم.

وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي ) رواه الترمذي .

 

هذه القاعدة الذهبية في العلاقات الزوجية تدعو إلى التركيز على الإيجابيات وتجنب تضخيم العيوب، لأن كل إنسان لديه مميزات ونواقص.

 

٦. الرفق في التعامل مع الزوجة

 

قال النبي ﷺ:

“إِنَّ الرِّفْقَ لاَ يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ، وَلاَ يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ شَانَهُ” (رواه مسلم).

 

التعامل بالرفق واللين مع الزوجة يزيد من محبتها واحترامها، بينما العنف والقسوة يؤديان إلى النفور.

 

٧.     “التواصل أساس النجاح” – يجب على الزوجين التعبير عن مشاعرهما بصدق لتجنب سوء الفهم.

٨.     “الكلمة الطيبة مفتاح القلوب” – استخدام كلمات لطيفة يساعد في تهدئة التوتر وتقوية العلاقة.

٩.     “التغافل فن السعادة الزوجية” – ليس كل خطأ يستحق الجدال، أحيانًا يكون التجاهل حكمة.

١٠.   “العلاقة الزوجية مثل الزرع، تحتاج إلى رعاية دائمة” – بينما إهمال المشاعر يؤدي إلى جفاف العلاقة، فما أثرى الاهتمام بها الذي يذلل الصعاب وينبتُ أجمل الزروع .

 

إدارة المشاعر الزوجية تتطلب الوعي والتدريب على ضبط العواطف، والتعبير عن الحب، والتسامح عند الخطأ، والرفق في التعامل.

وعندما يكون هناك توازن بين العقل والعاطفة، يصبح الزواج أكثر قوة وثباتًا، محققًا المصالح المشتركة والتوافق الزواجي .

 

بقلم الاخصائية النفسية والزوجية /سحر حايك

21/2/2025